تحولت إلى قضية رأي عام بسبب جنسيتها الإسبانية.. حياة شابة صحراوية تتحول إلى جحيم بعد احتجازها من طرف "البوليساريو" ومنعها من مغادرة الجزائر

 تحولت إلى قضية رأي عام بسبب جنسيتها الإسبانية.. حياة شابة صحراوية تتحول إلى جحيم بعد احتجازها من طرف "البوليساريو" ومنعها من مغادرة الجزائر
الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي
الأربعاء 16 يوليوز 2025 - 12:09

تعيش الشابة الصحراوية "صَفِيَّة"، البالغة من العمر 28 عاما، واحدة من أكثر القصص الإنسانية تأثيرا في سياق الصراع المرتبط بمخيمات تندوف، بعدما فُرض عليها البقاء قسرًا هناك، نتيجة منع صريح من جبهة البوليساريو، التي حالت دون عودتها إلى إسبانيا رغم حيازتها لجواز سفر إسباني ساري المفعول، وكل ذلك أمام أعين السلطات الجزائرية التي اختارت الصمت ورفضت التدخل بدعوى أن الأمر شأن عائلي.

"صفية"، التي تنحدر من عائلة صحراوية استقرت في مخيمات تندوف، كانت قد سافرت مطلع سنة 2024 لزيارة أقاربها بالمخيمات والاحتفال بعيد ميلاد شقيقتها، إلا أن زيارتها القصيرة تحوّلت إلى إقامة قسرية، بعدما اختفى جواز سفرها الإسباني وبطاقة تعريفها الوطنية، في خطوة كشفت لاحقا أن من يقف وراءها هي والدتها البيولوجية التي رفضت عودتها إلى الديار الإسبانية، بحسب ما أفادت به صحيفة "Público" الإسبانية أول أمس الاثنين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن عائلة الشابة لم تكن وحدها من شدد الخناق على "صفية"، بل إن تقاطعات الملف مع توجهات جبهة "البوليساريو" التي تفرض تحكما في تنقلات سكان المخيمات زادت من تعقيد وضعها، إذ إن كل محاولات الشابة لمغادرة التراب الجزائري باءت بالفشل، رغم تدخل القنصلية الإسبانية التي أصدرت لها جواز مرور مرتين متتاليتين، في ماي 2024 وفبراير 2025.

تقرير الصحيفة الاسبانية، أشار إلى أن السلطات الجزائرية من جهتها لم تتدخل بدعوى أن الأمر شأن عائلي، على الرغم من أن الأحداث تدور على أراضي يفترض أنها خاضعة لسيادتها، بينما رفضت البوليساريو منح "صفية" إذن الخروج اللازم لمغادرة تندوف، ما حوّل الشابة إلى "رهينة" داخل حدود لا تسيطر عليها الجزائر بشكل مباشر، بل تتركها تحت تدبير الجبهة.

وتقول "صفية"، في تصريحاتها التي نقلتها الصحيفة الإسبانية، إنها تخشى أن يُعثر عليها من طرف عناصر مقربة من البوليساريو، مضيفة "لقد هددني أحد أقاربي بالذبح إن حاولتُ الفرار"، وهي التصريحات التي تضع علامات استفهام حول واقع الحريات داخل المخيمات، وحول قدرة جبهة البوليساريو على احترام حقوق الأفراد في التنقل والاختيار، خاصة إذا تعارض ذلك مع توجهات الجبهة الانفصالية.

وكشف المصدر ذاته، أن الشابة الصحراوية التي تحمل جنسية إسبانية وجواز سفر معترفا به، لم يشفع لها كونها مواطنة من الاتحاد الأوروبي، وأقصى ما استطاعت فعله هو الوصول إلى الجزائر العاصمة، وهناك فُرضت عليها الإقامة داخل غرفة وسط ظروف قاسية، حيث لا تخرج من غرفتها إلا للضرورة القصوى، وتضطر لأن ترافقها سيدة أخرى خشية التعرض للتوقيف أو الإبلاغ.

الملف تجاوز بعده الإنساني ليلامس أروقة السياسة، بعد أن دخلت على الخط منظمات حقوقية وبرلمانيات إسبانيات من أحزاب مختلفة، وجهت رسائل مباشرة إلى قيادة البوليساريو، للمطالبة بإطلاق سراح الشابة وضمان حقها في العودة إلى إسبانيا دون قيد، كما ناشدت المنظمات الحقوقية، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالنظر في وضعية الشابة الصحراوية وتوفير الحماية اللازمة لها.

قضية الشابة الصحراوية "صفية"، تعيد النقاش حول مدى التزام جبهة البوليساريو الانفصالية بحرية التنقل وحقوق الإنسان داخل المخيمات، وحول دور الجزائر كذلك كبلد مضيف في مراقبة ما يقع داخل ترابه، حتى حين يتعلق الأمر بمواطنة أجنبية ذات جواز سفر إسباني ساري المفعول.

ما يجب قوله للإسبان في مدريد؟

في الوقت الذي تعقد فيه الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، اليوم الخميس، بمدريد الدورة الثالثة عشرة من الاجتماع الرفيع المستوى، مع ما يعكس ذلك من تطور كبير في العلاقات الثنائية بين ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...